كان لي صورتين علي الجدار
واحدة من نسج الخيال
فيها النيل يجرى والقيف رمال
والسفن على مرفئ البحار
والحسان تغنى وترقص فى الترحال
و العزف على الفيثارة والجتار
والخمرة والأنغام وكل الجمال
والنجوم تعكس في الماء والأقمار
والمباني زجاج مزينة بالانوار
والشوارع مفروشة ورد وأزهار
والحدائق والبساتين من كل الأشجار
والعشاق على الارئك في الأسحار
والبسمة في محيا الأطفال
والعصافير تغرد ملء الأبصار
وسكون الليل البهيم هدوء الأنظار
والنسيم العليل وروعة المشوار
***
كان لي صورتين على الجدار
والتانية حقيقة ليس خيال
وطن بكامله أضرموا فيه النار
وجندي علي فرس بالسيف أشار
وطفل مبتور الايد مقسم اشلال
وشيخ متكى علي عصاه محتار
وسكلة منكوبة تنادي على الجار
ومدرسة المدينة منهارة الجدار
ومئذنة مسجد من غير أسوار
والوالي المعظم يجمع الدينار
وقال انا من شعب الله المختار
ولا تلمسني قنبلة ولا شرار
وفي الدماء والقتل تاجر التجار
ولا ينكشف لي قول ولا سترار
أسد في الكون ملك الأسرار
الامضاء بريشة الرسام بشار
اشهر رسام وسيد الأشرار
0 التعليقات:
إرسال تعليق
"مرر الماوس على الإبتسامات لمعرفة الكود "